على مدار 17 عامًا، تعرضت غزة لأربعة حروب كبرى شنها الكيان الصهيوني على القطاع أسفرت عن آلاف الشهداء، وتدمير هائل للمنازل والبنى التحتية في القطاع المأهول بالسكان، وإن كانت بطبيعة الحال أقل ضراوة وشراسة من حرب الإبادة الأخيرة التي شنها عقب عملية "طوفان الأقصى"، واستمرت لعامين قبل أن يتم التوصل مؤخرًا لاتفاق وقف إطلاق النار بشرم الشيخ.
معركة الفرقان
انطلقت 27 ديسمبر 2008 واستمرت حتى 18 يناير 2009، وذلك في أعقاب خرق الكيان الصهيوني تهدئة دامت 6 أشهر مع حركة "حماس" برعاية مصرية في يونيو 2008، وهي العملية التي أطلق عليها الكيان اسم "الرصاص المصبوب"، وردت المقاومة عليها بـ "معركة الفرقان".
قبل انتهاء التهدئة في 4 نوفمبر 2008، أقدم الكيان على خرق لاتفاقية التهدئة، من خلال شن بتنفيذ غارة على قطاع غزة نتج عنها استشهاد 6 من من أعضاء "حماس"، وردت المقاومة عقب انتهاء التهدئة في 19 ديسمبر بإطلاق أكثر من 130 صاروخاً وقذيفة هاون على مناطق في جنوب الكيان، وذلك يوم السبت 27 ديسمبر 2008.
وأسفر العدوان الصهيوني الذي استمر لمدة 23 يومًا وانتهى في يناير 2009 عن استشهاد 1328 فلسطينيًا (بينهم أكثر من 400 طفل و240 امرأة)، و5 آلاف و450 جريحًا، وتدمير أكثر من 10000 منزل.
إلى جانب مقتل 10 جنود صهاينة و3 مدنيين وإصابة 400، كما أعلن الاحتلال، لكن المقاومة أكّدت أنها قتلت قرابة 100 جندي خلال المعارك.
وفي 17 يناير 2009 أعلن رئيس حكومة الاحتلال آنذاك إيهود أولمرت أن المجلس الوزاري صوت على وقف إطلاق النار من طرف واحد.
تلاه في اليوم التالي إعلان الفصائل الفلسطينية هدنة لمدة أسبوع، كمهلة لانسحاب جيش الاحتلال من غزة. وفتح المعابر لدخول المساعدات، وبدأت قوات الاحتلال في 19 من الشهر ذاته انسحابًا تدريجيًا من القطاع.
حرب حجارة السجيل
بدأت حرب "حجارة السجيل" في 14 نوفمبر 2012 ،2012 أو كما أطلق عليها الكيان الصهيوني اسم عملية "عامود السحاب"، وذلك باغتيال أحمد الجعبري، رئيس الجناح العسكري لـ "حماس" في غزة نتيجة غارة جوية إسرائيلية.
وردت كتائب "عز الدين القسام" بقصف تل أبيب للمرة الأولى في تاريخ المقاومة الفلسطينية،
واستمرت الحرب بين الطرفين لمدة 8 أيام، وزعم جيش الاحتلال أنه ضرب أكثر من 1,500 موقع في قطاع غزة، بما في ذلك منصات إطلاق الصواريخ، ومستودعات الأسلحة، والمرافق الحكومية، والكتل السكنية.
ووفقًا لتقرير صادر عن مفوضية شؤون اللاجئين، استشهد 174 فلسطينيًا وأصيب المئات، وشردت العديد من الأسر. في المقابل قتل 20 من قوات الاحتلال وأصيب 625 آخرون، فيما تجاوزت الخسائر الاقتصادية مليار دولار.
وخلال العملية، زادت حماس، وحركة الجهاد الإسلامي من تكثيف هجماتهما الصاروخية على الكيان، وأطلقت أكثر من 1,456 صاروخًا، واستخدمت خلالها أنواع من الأسلحة ومنها صواريخ فجر-5 إيراني الصنع، وصواريخ جراد روسية الصنع، والقسام، ومدافع الهاون.
وانتهت الحرب في 21 نوفمبر 2012 بوساطة مصرية، وتضمن الاتفاق وقف الصواريخ الفلسطينية مقابل وقف غارات الاحتلال، مع تعهدات بفتح المعابر وتسهيل حركة البضائع والأفراد.
وأعلن الاحتلال أنه حقق هدفه خلال تلك الحرب في شل قدرة حماس على إطلاق الصواريخ، في حين أكدت حماس أن خيار الكيان الصهيوني لغزو غزة قد انتهى.
حرب العصف المأكول
اندلعت الحرب في 8 يوليو 2014، وأطلق عليها جيش الاحتلال عملية "الجرف الصامد"، وردَّت كتائب القسام بمعركة "العصف المأكول"، وذلك في أعقاب مواجهات أعقبت خطف وتعذيب وحرق الطفل محمد أبو خضير من شعفاط على أيدي مجموعة مستوطنين في 2 يوليو 2014، وإعادة اعتقال العشرات من محرري صفقة جلعاد شاليط، وأعقبها احتجاجات واسعة في القدس وداخل عرب 48 وكذلك مناطق الضفة الغربية، واشتدت وتيرتها بعد أن دهس إسرائيلي اثنين من العمال العرب قرب حيفا، وتخلل التصعيد قصف متبادل بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وفي 17 يوليو، تم توسيع العملية لتشمل غزو الاحتلال لقطاع غزة بهدف تدمير نظام الأنفاق في غزة؛ قبل أن ينسحب في 5 أغسطس. وفي 26 من الشهر نفسه، أُعلن وقف إطلاق نار مفتوح.
وبحلول ذلك التاريخ، أفاد جيش الاحتلال أن حماس وحركة الجهاد الإسلامي وجماعات أخرى أطلقت 4564 صاروخًا وقذائف هاون من قطاع غزة على الكيان الصهيوني، وصلت إلى تل أبيب والقدس وحيفا، وتسببت في وقف الرحلات الجوية بمطار تل أبيب.
كما أعلنت القسام أسر الجندي شاؤول آرون خلال معركة الشجاعية، بعد توغل الاحتلال بريًا، وأرسلت طائرات مسيرة لاختراق أجواء فلسطين المحتلة.
وهاجم جيش الاحتلال 5263 هدفًا في غزة؛ وتم تدمير ما لا يقل عن 34 نفقًا معروفًا. وتسبب العدوان الصهيوني في سقوط 2322 شهيدًا فلسطينيا وأكثر من 11000 جريح، في المقابل، مقتل 68 جنديًا صهيونيًا و4 مستوطنين وأصيب 2522 شخصًا، بحسب الاحتلال.
وتوقف العدوان في 12 أكتوبر 2014 بوساطة مصرية بعد مفاوضات جرى التواصل خلالها: على الكيان أن يوقف جميع الأعمال القتالية في قطاع غزة البري والبحري والجوي، بما في ذلك الغارات واستهداف الأفراد.
يجب على جميع الفصائل الفلسطينية وقف جميع الأعمال القتالية من قطاع غزة ضد إسرائيل، بما في ذلك الهجمات الصاروخية وجميع الهجمات على طول الحدود.
ينبغي فتح المعابر، مما يسهل حركة الناس والبضائع؛ وينبغي أن تمتنع إسرائيل عن تقييد تنقلات السكان واستهداف السكان في المناطق الحدودية؛ كما ينبغي بدء إجراءات التنفيذ بعد 24 ساعة من بدء وقف إطلاق النار.
معركة سيف القدس
عملية "حارس الأسوار"، أو كما سمتها المقاومة الفلسطينية معركة "سيف القدس"، بدأت في 10 مايو 2021 بعد الاعتداءات الصهيونية المستمرة في القدس، مع تحذير حركة "حماس" على لسان قائد جناحها العسكري محمد الضيف بأن أمام جيش الاحتلال ساعة للخروج من المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح وإلَّا ستندلع الحرب.
ومع انتهاء المهلة في تمام الساعة السادسة مساءً، بدأت المقاومة الفلسطينيّة بإطلاق الصواريخ على شكل رشقات صاروخية مكثفة على الكيان الصهيوني وبعدها بدأت القوات الجوية الصهيونية بقصف قطاع غزة وهو ما تسبب ببدء الحرب.
استشهد خلالها أكثر من 200 فلسطيني في المقابل قُتِل أكثر من 13 إسرائيليًا في الحرب التي انتهت في 21 مايو من عام 2021 بهدنة بوسَاطة مصرية.